السبت، 19 يناير 2013

حالة الإنسان إذا نزلة به نازلة



الإنسان عند المصيبة له أربع حالات للعلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله تعالى-

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله تعالى-:
كذلك من الفتن فتن الشر, فتن الشر قد يفتن المرء في دينه بمصيبة تقع عليه فيخرج بها من الدين و العياذ بالله من حيث لا يشعر, تصيبه مصيبة في نفسه بمرض فيتسخط على الله و يرى أن الله قد ظلمه و لا يصبر على هذه المصيبة بل يتسخط من قضاء مولاه و ربه عز و جل مع أن الحكم لله العلي الكبير, و إلى هذا يشير قوله تعالى:﴿ ‏‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الحج 11] .

معنى على حرف: أي على جانب و على طرف ليست العبادة متمكنة في قلبه فإن أصابه خير إطمان به, و إن أصابته فتنة إنقلب على وجهه خسر الدنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين .
فما موقف الإنسان من فتنة الشر؟
موقف الإنسان من فتنة الشر أن يصبر و يحتسب و ينتظر الأجر من الله ﴿ ...إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر 10] .


و لهذا قال العلماء: إن الإنسان عند المصيبة له أربع حالات:
الحال الأولى السخط:السخط على الله عز و جل حيث قدر عليه المصيبة
والحال الثانية الصبر:
فيتذوق مرارة المصيبة و لا تكون سهلة عليه بل هي صعبة, و يتمنى أنها لم تصبه لكن يصبر لا يكون في قلبه جزع على الله لا تسخط منه و لا في لسانه قول محرم و لا في أفعاله فعل محرم, فلا لطمة الخدود و لا نتفة الشعور و لا شقة الجيوب لكنه صابر محتسب .
الحال الثالثة الرضا: 
الرضا بالمصيبة, و الرضا حال أكمل من الصبر و الفرق بين الراضي و الصابر أن الراضي تستوي عنده المصيبة و عدمها و لا يتمنى أكثر مما قدر الله عليه و الصابر لا المصيبة قد أثرت فيه و يتمنى أنها لم تكن و ليست بالهينة عليه و لكنه يصبر يحبس نفسه عن المحرم القلبي القولي و الفعلي, أما الراضي فيقول يفعل ربي ما يشاء, و أنا راضي مطمئن و المصيبة و عدمها عندي سواء .
و لكن لاحظ أن الحزن لا ينافي الرضا, و لهذ وقع الحزن من الرسول -صلى الله عليه و على آله و سلم- حين مات ابنه إبراهيم فقال -عليه الصلاة و السلام- العين تدمع و القلب يحزن و لا نقول إلا ما يرضي الرب و إنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون .
الحال الرابعة الشكر: 
كيف يكون الشكر على مصيبة؟ و هل يتصور أن الإنساء يشكر الله على المصيبة؟
نقول نعم يتصور
و ذلك بأن يقيس هذه المصيبة بما هو أعظم, فيشكر الله و يقول: حنانيك بعض الشر أهون من بعض فيشكر الله تعالى أن لم يصب بالمصيبة العظمى, يشكر الله حيث كانت المصائب كفارات للذنوب فما يصيب الإنسان من هم و لاغم و لا أذى إلا كان كفارة له حتى الشوكة يشاكها, يشر الله عز و جل أن جعله في هذه الحال العالية حال الرضا فيكون بذلك شاكرا .
على كل حال من الفتن المصائب, المصائب في الدنيا فقد الحبيب ,فقد المال ,المرض الكآبة ,و ما أشبه ذلك 
موفق الإنسان منهذا أن يصبر و يحتسب و كما سمعتم أن للإنسان في هذه الحال أربع حالات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق